بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اما بعد:
الحمد لله على نعمه التى لا تحصى وعلى فضله على عباده سبحانه خلق الخلق واحصاهم عددا وكل أتيه يوم القيامة فردا .
نبدأ الكلام عن العلوم الروحانيه واسرارها وانوارها وما هو تعريفها فنقول :
ما هو العلم الروحانى :
العلم الروحانى هو من اسمى العلوم واعلاها مقاما وهو العلم اللدنى وعلم الولايه والعلم الخفى وعلم الحكمة الذى تترك فيه التعامل مع البشر والاجساد وتتعامل مع قوى خفيه من الارواح والاشباح من ارواح الملائكه العلويه والجن الارضيه والشياطين السفليه(اعاذنا الله منها) .
وقلنا انه من العلوم اللدنيه لانه لم يأت من البشر ولا من اكتشافات البشر فهو علم من لدن حكيم خبير .
وقلنا انه علم الولايه لان من سلك فيه طريق الله والعلويات وصل الى مرتبه الاولياء ووصل الى ان يقول للشىء كن فيكون كما رأينا وسمعنا.
وقلنا انه علم الحكمة لأن علم الحكمة يغسل النفوس من وسخ الطبيعة الظلمانية كما يغسل الصابون الثياب , والنفس إذا عرفت الحكمة حنت وأشتاقت إلى عالم الارواح ومالت عن الشهوات الجسمانية المميتة للنفس الحية , ونجت من أسرار الشهوات وحبائلها التى قد تعلق أهل العلم بها . قال بقراط :ليس بحكيم من عرف السبيل ثم حاد عنه وليس رد الجهالة علما وليس بحى من لم يسعى فى نجاة نفسه.
وقال سقراط : ليس الحى من أكل وشرب وآثر الشهوات وأمات النفس الحية بالإنغماس فى الشهوات النفسانية وإنما الحى من عرف زوال ما مضى من اللذات وتيقن أن المستأخر كالماضى فى عدم الإستقرار والثبات .
ثم إن اصحاب هذا العلم جمعوا بين ألذ العلوم وأشرف القدر لأنه يوقف ممارسه على اسرار العوالم العلوية والسفلية وبه يتمكن من مشاهدة الارواح الروحانية , ويخاطبهم ويختلط بهم ويكون كواحد منهم ويتصرف فى جميع الامور حسب المقدور فيعالج الامراض الصعبة البرء التى يعجز عنها فحول الأطباء كالحمل للعاقر والعشق والجنون.....إلخ , ويجمع بين المتنافرين المتباعدين ويفرق بين المجتمعين على مالا يرضى به رب العالمين , وينقل عن الارواح أخبار الحوادث التى ستقع قبل وقوعها لأتقاء ضررها , ويكشف عن الخبايا التى خفيت معالمها وأندثرت آثارها للإنتفاع بها بدل ضياعها , وينقذ المظلومين من أيدى الجبابرة الظالمين , وكل ذلك من الاسرار والبركات التى أودعها الله سبحانه وتعالى فى الاسماء والآيات والحروف وألهمها عباده الصالحين , وأظهرها على أيديهم تحقيقا لوعده الشريف فى قوله تعالى (أدعونى أستجب لكم) فهو فى الحقيقة دعاء وهو عبادة مطلوبة كما لا يخفى .
وهذ العلم ينمى الروح ويعلوا ويسموا بها عن الشهوات ويذهب بها الى الخلوات بعيدا عن البشر وذنوب البشر التى تبعدك عن المولى عز وجل .
وللحديث بقية ان شاء الله تعالى
[center]