الشيخ ابو سامر Admin
عدد المساهمات : 2652 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : www.morawhan.com
| موضوع: الاجتهاد والعمل للروحانيات الأربعاء مايو 25, 2016 5:39 pm | |
| هو استنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة , القران والسنة المتطابقة مع القران او مع مدارك العقل ( العلم والحكمة ) .
يكون الاجتهاد واجبا على من يجد في نفسه القدرة عليه أي عندما تظهر لديه بوادرامتيازه على باقي الناس بالذكاء الخارق والبديهية السريعة التي لاتتم الا من ولي التوفيق العالم غير المعّلم الله عز وجل فيكون علمه حينذ مسموعا وليس مطبوعا لان العلم المطبوع من اختصاص الأنبياء والاوصياء (ع) كما قال الإمام علي (ع) في نهج البلاغة : العلم علمان علم مطبوع وعلم مسموع ولا يكون المسموع اذا لم يكن المطبوع ؛ وامّا الذين غلقوا باب الاجتهاد فلا اعتقد إن هناك مبرر لذلك فقولهم لكي نغلق باب الفتنة فهذا مردود عليهم لان الاجتهاد وطلب العلم لم يكن في أي زمن من الازمان فتنة بل كان رحمة للعالمين وان الذين غلقوه لعصبيّتهم لان هناك فقهاء منهم اجتهدوا فاتفقت فتواهم مع فقهاء من طائفة ثانية كانوا يكرهوهم فخافوا على حزبهم المؤسس في المستقبل إن يندمج مع الحزب الاخر فيرجع الاسلام واحدا فيهدم ما بنوه , فما هو المانع من إن طالب العلم يدرس هذه العلوم فيصبح مجتهدا , اللغة والنحو والبلاغة والتفسير والصرف واصول الفقه من منابع الكتب الاسلامية وطرق الاستنباط ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) 82 النساء . وقد نقف قليلا عند نقطة اصول الفقه من منابع كتب الحديث الاسلامية فبعض من العلماء اوقف هذه الطريقة معتمدا على علماء استخلصوا اصول الفقه من الكتب الاسلامية لانهم في زمانهم كانوا اعلم الموجودين وهذا ليس مبررا لان الله تعالى يقول) وفوق كل ذي علم عليم ) والحديث الذي ذكرناه في موضوع التقليد حيث إن الانسان العادي يحمل حديثا لايدري به الافقه فكل انسان غير معصوم معرض للغفلة والنسيان ( فرب حامل فقه إلى من هو افقه منه ) فهم يعرفون ما ذكرناه في الآية الاولى والحديث لكنهم يعتقدون إن اؤلئك العلماء هم من الاولياء الاخفياء كيف عرفوا انهم من الاولياء بقياس ظهور ما يسّمونه الكرامة وبقياس العلم , فنقول فاما الكرامة فلا تحصر الا في من ظهرت عليه صفات الاولياء التي ذكرها الإمام موسى الكاظم (ع) : الحلم والدعاء والعفو والسخاء والحفظ والصبر والحكمة والنشاط والتوكل والمعروف , اضافة إلى العلم المطلق أي ليس فقط علم الفقه بل يلحقه باقي العلوم الطبيعيه فالعالم الذي عنده فقط علم الفقه لايشمله الحديث والعالم الذي عنده جميع الصفات الا واحدة كذلك لايشمله الحديث ,فارجو ممن يحمل في عنقه طهارة الاسلام إن لايتبع ما الفى عليه غيره .
فيدخل فيمن ذمهم الله في هذه الايات ( بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا او لو كان آ باءهم لايعقلون) 66-67-68 الاحزاب ( وقالوا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا )
الاجتهاد
الاجتهاد : هو استنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة , القران والسنة المتطابقة مع القران او مع مدارك العقل ( العلم والحكمة ) .
يكون الاجتهاد واجبا على من يجد في نفسه القدرة عليه أي عندما تظهر لديه بوادرامتيازه على باقي الناس بالذكاء الخارق والبديهية السريعة التي لاتتم الا من ولي التوفيق العالم غير المعّلم الله عز وجل فيكون علمه حينذ مسموعا وليس مطبوعا لان العلم المطبوع من اختصاص الأنبياء والاوصياء (ع) كما قال الإمام علي (ع) في نهج البلاغة : العلم علمان علم مطبوع وعلم مسموع ولا يكون المسموع اذا لم يكن المطبوع ؛ وامّا الذين غلقوا باب الاجتهاد فلا اعتقد إن هناك مبرر لذلك فقولهم لكي نغلق باب الفتنة فهذا مردود عليهم لان الاجتهاد وطلب العلم لم يكن في أي زمن من الازمان فتنة بل كان رحمة للعالمين وان الذين غلقوه لعصبيّتهم لان هناك فقهاء منهم اجتهدوا فاتفقت فتواهم مع فقهاء من طائفة ثانية كانوا يكرهوهم فخافوا على حزبهم المؤسس في المستقبل إن يندمج مع الحزب الاخر فيرجع الاسلام واحدا فيهدم ما بنوه , فما هو المانع من إن طالب العلم يدرس هذه العلوم فيصبح مجتهدا , اللغة والنحو والبلاغة والتفسير والصرف واصول الفقه من منابع الكتب الاسلامية وطرق الاستنباط ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) 82 النساء . وقد نقف قليلا عند نقطة اصول الفقه من منابع كتب الحديث الاسلامية فبعض من العلماء اوقف هذه الطريقة معتمدا على علماء استخلصوا اصول الفقه من الكتب الاسلامية لانهم في زمانهم كانوا اعلم الموجودين وهذا ليس مبررا لان الله تعالى يقول) وفوق كل ذي علم عليم ) والحديث الذي ذكرناه في موضوع التقليد حيث إن الانسان العادي يحمل حديثا لايدري به الافقه فكل انسان غير معصوم معرض للغفلة والنسيان ( فرب حامل فقه إلى من هو افقه منه ) فهم يعرفون ما ذكرناه في الآية الاولى والحديث لكنهم يعتقدون إن اؤلئك العلماء هم من الاولياء الاخفياء كيف عرفوا انهم من الاولياء بقياس ظهور ما يسّمونه الكرامة وبقياس العلم , فنقول فاما الكرامة فلا تحصر الا في من ظهرت عليه صفات الاولياء التي ذكرها الإمام موسى الكاظم (ع) : الحلم والدعاء والعفو والسخاء والحفظ والصبر والحكمة والنشاط والتوكل والمعروف , اضافة إلى العلم المطلق أي ليس فقط علم الفقه بل يلحقه باقي العلوم الطبيعيه فالعالم الذي عنده فقط علم الفقه لايشمله الحديث والعالم الذي عنده جميع الصفات الا واحدة كذلك لايشمله الحديث ,فارجو ممن يحمل في عنقه طهارة الاسلام إن لايتبع ما الفى عليه غيره .
فيدخل فيمن ذمهم الله في هذه الايات ( بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا او لو كان آ باءهم لايعقلون) 66-67-68 الاحزاب ( وقالوا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا )
الراي والقياس
ام
الاستنباط
قد ذم القران الحكيم الراي والقياس في الايات التي تخص ابليس قبل إن يصبح شيطانا , فهو اول من وقع في فتنة القياس في قوله تعالى: ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) اذ إن ابليس(لع) قاس كينونة النار بالطين ولم يخضع للمولى عز وجل في امره فغاب عليه ولم يتفطن لاستعلاءه في نفسه التي دعته للقياس ؛ فعصى وكان عصيانه كفرا لأنه كان بمنزلة الملائكة في العبادة فلو إن القياس مشروع في الدين لجاز السجود لغير الله على اثر الآية ( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا ) فالقياس في الامور المعنوية مظل ولايؤدي إلى الصواب لكنه في الامور المادية كالعلوم الطبيعية مثل الفزياء والكيمياء والرياضيات جائز وفيه الصواب فليس لنا طريقة في استخراج الحكم الشرعي الا الاستنباط عن قوله تعالى ) لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) 82 النساء والاستنباط هو استخراج الحكم الشرعي بمدارك العقل ( العلم والحكمة ) ويتم ذلك بحصر الشبهات بالظابط العلمي المستخلص من القران والسنة النبوية وهناك الاستنباط المباشر الذي هو من القران وهناك الاستنباط غير المباشر من السنة التي تطابقت مع القران ؛ وقد مرّت على احد العلماء قصة مع الإمام الصادق (ع) في هذا الأمر وبعد إن رحّب به الإمام واجلسه في مجلسه سأله كيف تفتي الناس قال بالراي والقياس .
فقال (ع) : ففتني ايها اعظم عند الله القتل ام الزنى ؟
فقال : بل القتل
فقال (ع) : فكيف رضي الله سبحانه بشاهدين في القتل ولم يرضى في الزنى الا باربعة .
وقال (ع) : ففتني الصلاة افضل ام الصيام ؟
قال : بل الصلاة افضل .
فقال (ع) : إذن يجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام وقد اوجب الله تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة .
فقال (ع) : ففتني ايضا المني اقذر ام البول ؟
فقال : انما انا صاحب راي واقول البول اقذر .
فقال (ع) : يجب على قياسك إن يوجب الغسل من البول دون المني وقد اوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول .
فقال العالم : لا احكم بالراي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس .
العرفان
إن من اهم الشبهات التي وقع بها بعض العلماء هي العرفان ومعناه السبيل إلى معرفة الله فقسموا الوصول إلى هذه المعرفة إلى قسمين قسم ياتي عن طريق الرؤيا فيرى المريد عباد الله الصالحين ويعطوه تسابيح توصله إلى هذه المعرفة ، والقسم الثاني هو التعلم على يد معلم يعطيه التسابيح لكي يخرج إلى العالم غير المادي عالم الجن والملائكة فيصل بعدها إلى المعرفة؛ لو تتبعنا اول خطوة وهي معرفة الله لنجد إن الله تعالى عرّف نفسه بنفسه من خلال آثاره التي تركها في الطبيعة فنحن نرى آثار عظمته وبداعته وقوته وقدرته في السماء وفي انفسنا والنبات والحيوان واما تعريفه الثاني فقد عرّف نفسه بما انزل لنا في القران من خلال وصفه لنفسه بالغفور والرحيم واهل التقوى واهل المغفرة واللطيف والعليم والحافظ ؛ إذن فالله معروف ولا نحتاج لهذه الطرق التي تتعارض مع القران ؛ فالقران ذكر إن الرؤيا للانبياء ومن يخلفهم من الاوصياءلانها احد اسباب التبليغ الالهي ؛ واما الايات في سورة يوسف والتي تذكر ملك مصر والذين كانا مع يوسف (ع) في السجن ما هو الا للدلالة على نبوة يوسف وسيادته حتى يتبين للناس انه خليفة الله في الارض فيتبعوه ؛ واما باقي الايات فانها تتحدث عن الأنبياء (ع) .
1- ( وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس ) سورة الاسراء 60
2- ( اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) سورة يوسف 4 فكان تبليغا ليعقوب (ع) بان السيد الذي بعده هو يوسف (ع) وليوسف مسؤليته.
3- ( قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر) سورة الصافات 102.
فمن هذه الايات البينات يتبين لنا إن طريق الرؤيا ليس لنا بل هو خاص بالانبياء والاوصياء من بعدهم ، اما الطريق الثاني الذي يسلكه المريدون وهو التعلم على يد معلم فيعطيهم تسابيح مرقمة حسب جدول يسمى بحروف الجمل الكبير والصغيرالذي من خلاله يبتكرون عدد التسابيح فنقول لهم إن الله واسع الرحمة لا تحدد رحمته اعداد التسابيح
وهو القائل ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة ) ال عمران 185 ، فبهذه الآية ثبّت الله إن ثواب الاعمال الواجبة والمستحبة يوم القيامة وليس في الدنيا فما معنى اني اسبح واعتقد إن من تسبيحي يرزقني الله او يحفظني فكلام الله الذي في القران استبصار ونور معنوي لهداية الناس وليس له إن يفرض نفسه على الله تعالى فالله يحفظ ويرزق ويعطي من اجل نفسه في حكمة او رحمة او لطف يفعله واما المقصد الاخر اني اسبح لكي احصل على سر من اسرار الله فلا يوجد لله اسرار سوى سره الذي اخفاه على العباد الا الاولياء منهم وهو سر الاسم الاعظم في قوله ( يعلم السر واخفى ) ولا يكون هذا السر مجزّءا لان كل الاسماء لايعرف معناها الا بكمال حروفها فكيف باسم الله الاعظم وقد فسّرت هذه الآية التي تخص احد اوصياء سليمان (ع) على اعتبار اعراب خاطىء لادليل لظبطه في قوله ( وقال الذي عنده علم من الكتاب ) فاعربوا < من> للتبعيض وفسّروا علم الكتاب بسر الله الاعظم فيكون بعض العلم بمعنى بعض السر لكنني اقول لهم ما المانع من اعراب < من> بمعنى البيان والتبيان فلا يبعّض علم الكتاب الذي يحتوي معنى السيادة والدراية والقوة بأذن الله من سر الله الاعظم فوصي النبي له علم النبي من غير نزول الوحي لان نزول الوحي هو وجود دستور جديد فيكون علمه عن طريق الالهام . واما القسم الثاني من سالكي ما يسمى بالعرفان اطلقوا على انفسهم ( الروحانيون ) وحتى هذا خطأ لان معناه هو فاهم بالروح ومن ذا يفهم بالروح والله يقول لرسوله )قل الروح من أمر ربي ) فقسّموا النور إلى اخضر وازرق واحمر واصفر وانا اقول عندما يتصف النور باللون يصبح ماديا والنور في الدين معنوي ؛ ثم قالوا إن النور ينزل اليهم من العرش ومعنى العرش في كل التفاسير هو الملك والسلطان فيدخل الىاجسادهم فيشعرون بالسعادة والطمئنينة ؛ فهم يقولون انهم يقرؤن ايات من القران مع تسابيح معينة في خلوة ياتي عددها عن طريق الالهام وسنعرف مصدر الالهام هذا لا حقا . فادعاءهم هذا يخالف القران لان نور الله الذي ياتي من الأيمان بما انزل الله سبحانه معنوي وليس مادي في قوله سبحانه ( ولو إن قرانا سيّرت به الجبال او قطّعت به الارض او كلّم به الموتى بل لله الأمر جميعا ) الرعد 31 فبيّن الله في هذه الآية إن نور القران معنوي لا مادي حتى تحرك به الجبال او تقطع به الارض او يكلم به الموتى ؛ ومنهم من يدّعي انه يحكم الجن بسر ويحبسهم اذا عصوه اويحرقهم وغيرها من امور الهيمنة والسلطنة فكيف يقوم بذلك وقد تعهد الله لسليمان (ع) إن لا يعطي ملكه لاحد من بعده في قوله تعالى ( قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لا احد من بعدي ) سورة ص 35 ؛ ومنهم من يدّعي إن الجن يخبره بالغيب فيخبر الناس بذلك ويكون الواقع مطابقا لا خباره ونحن نعرف من هو الذي يريد إن يزّيف الواقع القراني ويقلبه بأذن الله لغرض اغواء الناس فلو انهم اطلعوا على هذه الآية وثبتوها ومحوا الواقع المتحقق في الدنيا لاستبصروا وهي في قوله : ( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تاكل منساته فلما خرّ تبينت الجن انهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) سورة سبأ 14 فالآية تنفي علم الغيب للجن إذن من اين له هذا الشخص هذه المعلومات ؟ ومن هم الذين يخبرونه ومن هم الذين يجيؤن بالرؤيا للمريد ويعطونه التسابيح فيرى من خلالها عالما يدعي انه حقيقي فكل هذه الحالات كان اساسها غير قرآني إذن ليس من الله وهذا ما ثبته من قاعدة نورانية الإمام الكاظم (ع) حين قال( كل ما خالف القران ليس من الرحمن)
فليس لنا إن نشير الا إلى عدونا اللدود وعدو الله ( الشيطان الرجيم) هو الذي كان وراء الستار فيظهر للناس إن هناك سحرة تبع له وهناك روحانيون تبع للرحمن وفي الحقيقةانهم تبعه كلاهما فالروحانيون يسبحون ومن خلال تسابيحهم يفعلون الخيرات للناس - كجلب الرزق وعقد المحبة وعقوبة المعتدي وغيرها من الامور التي هي من خصوصيات الرب في المودة والرزق والانتقام والحفظ فتعالى الله علوا كبيرا ؛فالجن الذي يظهر للمريدين هو ليس الجن الحقيقي بل هو امّا من صنع الشيطان ( لع) وقد يتفاجىء السامع بذلك فنقول له إن الانسان وصل من العلم إلى إن يصنع انسان آلي مثله فلا غرابة من إن الشيطان يصنع جن مثله بأذن الله واما إن يكون هؤلاء الذين يرونهم الروحانيون هم ذرّية الشيطان فالله سبحانه يقول ( افتتخذونه وذريته اولياء من دوني) الكهف 49 ولنا في هذه وقفة فقد حدثت قصص واقعية بان تزوج المريد من جنس الجن وخلّف اولاد لايراهم سواه وزوجه فهذا الواقع الحاصل هو ايضا خلاف قوله تعالى ( يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ثم خلق منها زوجها ) فمعنى الناس هو جمع الانس وكل ما تآنس
من نفس واحدة )أي من كيان واحد ونفسية متالفة فاراد الشيطان بكل افعاله التي فعلها ايصال من يعتقد بما راى إلى الكفر بالهيمنة والسلطنة والادارة الكونية ؛ فباي صفة يدخل الجن الينا ويخرج ويصرع ذاك ويخبل ذاك أ ليس للكون مدير ومهيمن وسلطان يتحكم بعزل عوالمه عن بعض حاش لله . فيوهمهم أن هذه الامور من قبيل قدر الله تعالى فنقول إن قدر الله لنا نحن هو من قبيل الطبيعة المادية التي خلقنا فيها واما شان الملائكة الذين جاؤا بالعذاب على القرى الكافرة فذلك بامر من الله وجاء به سلطان في القران . تفسير اية
بسم الله الرحمن الرحيم .
( واذ صرفنا لك نفر من الجن يستمعون القران) 29 الاحقاف
الصرف رد الشيء من حالة الى حالة او من مكان الى مكان , والنفر عدة من الرجال او النساء لاكثر من ثلاثة والمعنى واذكر اذ وجهنا لك نفر من الجن او سمحنا لنفر من الجن ان يستمعوا القران . ( فلما حضروه قالوا انصتوا ) ضمير الهاء للقران بما يلمح اليه من الانصات للاستماع أي فلما حضروا قراءة القران وتلاوته قالوا لبعضهم البعض اسكتوا حتى نستمع حق الاستماع .
( فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين) ضمير قضي للقران باعتبار القراءة والتلاوة , التولية هو الانصراف , منذرين حال من احوال ولوا أي فلما اتمت القراءة وفرغ منها انصرفوا الى قومهم حال كونهم منذرين مخوفين لهم من عذاب الله . ( قالوا ياقومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ) حكاية دعوتهم قومهم وانذارهم لهم والمراد بالكتاب النازل هو القران وفي الكلام اشعار لا بل دلالة على كونهم مؤمنين بموسى (ع) وكتابه , والمراد بتصديق القران لما بين يديه تصديقه لجميع الكتب السماوية السابقة , ( يهدي الى الحق والى طريق مستقيم ) أي يهدي من اتبعه الى صراط مستقيم لايضل سالكوه عن الحق في الاعتقاد والعمل .
( ياقومنا اجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم ) المراد بداعي الله هو النبي (ص) والظاهر ان ( من ) في ( يغفر لكم من ذنوبكم) للتبيان لا للتبعيض لان الذي يدخل الاسلام تغفر جميع ذنوبه لا بعضها .
فمن هذه الايات نستفيد ان حالة دخول الجن كانت نادرة لاجل مصلحة اقتضتها حكمة الله تعالى وهي نشر الدعوة الاسلامية لا كما يعتقد بعض الناس ان للجن تدخلا في حياة البشر , واما الايات الي في سورة الجن الي تحدث عن رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فمعناه كما هو ظاهر فقد جاء هذا الاعتقاد من كون الجن ذو قوة وقد استنكره الله تعالى لان فيه الكفر .
وآخرون اعتقدوا إن للقران شفاء مادي فيقرؤنه على الذي فيه مس فيخرج ما بداخله لانهم اعتمدوا على اخبار موضوعة ظنوا إنها صحيحة لانها جاءت في كتب يدعي اصحابها الصحة وكانها قران ثاني حاش لله فحملت هذه الكتب ما تسمى بالرقي والتعويذات فيها من الايات القرانية ؛ فبالنسبة إلى شفاء القران فشفاءه معنوي أي شفاء من الامراض النفسية فالآية 82 من سورة الاسراء تتحدث عن فعل القران في الشفاء تفسرها الآية 28 من سورة الرعد.
1- ( وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولانزيد الظالمين الا خسارا )
2- ( الا بذكر الله تطمئن القلوب )
فاطمئنان القلب هو شفاء معنوي لا مادي ؛ فالفعل الذي ينفعل ويشفي الممسوس ليس من الله يقينا وإنما من الشيطان لكي يثبت عند الفاعل حسن صنعه فيكفر بقصد اوبغير قصد بالايات السالفة الذكر والتي تبرهن إن نور القران معنوي لا مادي فضلا على الآية التي ذكرناها ( ولو إن قرانا سيرت به الجبال وقطعت به الارض وكلم به الموتى بل لله الأمر جميعا ) أي هذا المر من اختصاص الله حيث جعله نورا معنويا لا ماديا . فاحذروا كيد الشيطان فان كيده يصبح ضعيفا عندما نستخدم عقولنا بالاستدلال من القران ؛ فتعال انظر معي كيف يكشف الإمام الباقر (ع) كيد الشيطان للسائل في بحار الانوار للمجلسي ج في باب إن الغشية التي يظهرها الناس عند قراءة القران والذكر من الشيطان ) وذكر هذا الحديث في امالي الصدوق ص211 المجلس 44 الحديث 9 .
1- عن الباقر (ع) قلت له : إن قوما اذا ذكّروا بشيء من القران او حدثوا به صعق احدهم ، حتى يرى انه لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك فقال : سبحان الله ذاك من الشيطان , مابهذا امروا , انما هو اللين والرقة والدمعة والوجل .
واعتقد إن هذه الحالة كثيرا ما تحدث لاشخاص معيينين عند قراءة القران وعند زيارة قبور الاولياء فيرتعدون ويصيحون بلغات غريبة ومنهم من يقرا دعاء خاص وايات اخر ايضا جاءت من كتب نقلت ذلك تقول من فعل كذا وكذا 40 مرة خلال الجمع سوف يلتقي بالامام المهدي (ع) في السهلة ومنهم من يفعل ذلك فيلتقي بشخص ويعطيه غيبّيات او يوعده بقضاء حوائجه ويمضي الأمر كما يقول له ثم يقول له انا الإمام المهدي والغرابة في ذلك إن هناك حديث عن الإمام نفسه يتناقله العلماء ولا يحثون العامة عنه بل يؤيدون فعلهم وبالطبع الحديث الذي سارويه هو بمطلق العبارة لكن كالعادة يخرج العلماء انفسهم منه وهو ( من ادعى رؤيتي عند غيبتي فقد كفر ) إذن الشخص الذي التقى بالمريد لا يكون الا الشيطان وقد يتفاجىء مني الكثير فيقول كيف يتجسد الشيطان بشخصية الإمام فاقول إن الإمام نفسه هو المحصن من الشيطان لا سيرته فمن الطبيعي يدخل الشيطان في سيرته لكي يغوي بها الناس في الكفر ومن ثم الشرك والعياذ بالله . | |
|