الشيخ ابو سامر Admin
عدد المساهمات : 2652 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : www.morawhan.com
| موضوع: العلاج الروحي الأربعاء يوليو 20, 2011 12:14 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فيعتقد بعض الناس أن هناك أناساً يملكون قدرات خارقة تمكنهم من الاتصال بأرواح الموتى ، واستحضارها ، والتحدث معها ، ومعرفة أخبار أصحابها ، والاطلاع عن طريقها إلى بعض أسرار الغيب . وهذا زعم باطل لا أساس لـه من الكتاب ولا من السنة ، لأن الأرواح بعد الموت تكون في البرزخ ، والبرزخ غيب لا نعرف عنه شيئاً ، والوصول إليه ممتنع شرعاً ، فإن الذي يتوفاه الله عزَّ وجلَّ يضرب بينه وبين الدنيا وأهلها برزخ لا يمكنه أن يتخطاه عائداً إلى الدنيا لا بجسده ولا بروحه إلا يوم القيامة والبعث ، كما قال تعالى : (( حتى إذا جاءَ أحدَهم الموتُ قالَ ربِّ ارجِعونِ * لعلِّي أعملُ صالحاً فيما تركتُ ، كلا ، إنها كلمةٌ هو قائلُها ، ومن ورائهم برزَخٌ إلى يومِ يُبْعَثون )) المؤمنون 100 فكل زعم بالاتصال بأرواح الموتى هو زعم باطل لا يسنده دليل .
ويعتقد أناس آخرون أن هناك نوعاً من العلاج الروحي الذي يعتمد على القوى الروحية الخارقة للذين يمارسونه ! وهذا النوع من العلاج يمارسه عادة الدجالون والمشعوذون الذين يعتمدون في أفعالهم على الإيحاء والإيهام والتخييل ، فهم يفعلون فعل السَّحرة ، فيوهمون المرضى مثلاً أنهم قادرون على علاج الأمراض بتأثير قواهم الروحية الخارقة ( ؟!) وهذه القوى الروحية الخارقة لا دليل عليها من الشرع ولا من العلم ، وإذا كان هناك من تأثير لهذه الأفعال فهو لا يتعدى التأثير النفسي ، وهو يشبه تأثير العلاج النفسي بالإيحاء .. وأما ما يدعيه بعضهم من القدرة على شفاء الأمراض العضوية كالسرطان ونحوه ، وزعمهم أنهم قادرون على اسئتصال الآفات العضوية بتأثير قواهم الروحيــة الخارقــة ، فهـو زعـم باطـل تنفيه الأدلة الشرعيـة والعقلية والعلمية جملةً وتفصيلاً. وقد يطلق بعضهم وصف ( العلاج الروحي ) على بعض الممارسات العلاجية الشرعية ، كالرقية مثلاً ، وهو إطلاق غير صحيح ، إذ لم يَرِدْ في القرآن ولا في السنة أن تأثير الرقية ونحوها من العلاجات المشروعة يحصل من خلال التأثير في الروح ! ولهذا نرى تجنُّب استعمال التعبيرات الغامضة التي لا أصل لها في الشرع ، ولا دليل عليها من العلم ، علماً بأن بعض الفقهاء ومنهم ابن القيم رحمه الله تعالى قد قسموا الأمراض إلى نوعين : أمراض القلوب ، وأمراض الأبدان ، وقسموا أمراض القلوب إلى : مرض شبهة وشك وهو سبب الإعراض عن تحكيم القرآن والسنة ، ومرض شهوة وغيّ مثل الزنا ونحوه، ولم يذكروا أن هناك أمراضاً تتعلق بالروح . والله تعالى أعلم | |
|